فصحى ---- قصة --- عمودى ---- نثر ---- حر

مجلة منتدى شعراء احرفهم باقيه للشعر والادب

الثلاثاء، 27 مارس 2018

(ولا تظنوا إن بعض الظن إثم ***** قصة قصيرة *** بقلم الشاعرة ابتسام البطاينه*****

  • الموضوع  (ولا تظنوا إن بعض الظن إثم....الخ الآيه الكريمه )

  • قصه قصيرة
  • ...هيفاءُ فتاة الثلاثين عامًا، تسكن بشقةٍ بعمارة ، حي الرشيد، مع عائلاتٍ يحبونها ويحترمونها جدًا، تقيم هي وصغيرها في هذا البيت منذ شهور، تخرج في الصباحِ الى عملها وهي تحمل ابنها الرضيع، وتقف تنتظر الحافله التي تنقلها لعملها في العاصمه عمان.
  • وهناك جارٌ لها في العمارة المقابله، اربعيني له مكتبةٌ صغيرة ، وتبدو على ملامحه علامات الغلظة والشدة، وأعتاد على التدخل بالجيران، وحتى المارة من امام مكتبته.
  • عند المساء وقبيل الغروب تعود هيفاء من عملها وهي تحمل صغيرها وحقيبته وحقيبتها وبعض أشياءٍ اشترتها بطريقها الى منزلها.
  • وعندما أقبل الليل بسكونه وهدوءة، أسدلت ستائرُ غرفتها، وأطفأت المصابيح، وأشعلت الشموع، وألقت بجسدها المتعب على السرير، وهي تحضن صغيرها، وشغّلت المذياع بصوتٍ خافت، لسماع ما اعتادت عليه من اغاني أم كلثوم، والهواء ونسائم الليل البهيم، تداعب ستائر غرفتها ، فتتلألأ شموع أشعلتها، تؤنس قلبها المرهق، وتحرك هواجس نفسها المحبطه، فتهيم مشاعرها، وتغرق وسادتها بدموع الوجد والشوق، لحبيبٍ غادرها طالباً للرزق ببلدٍ عربي مجاور.
  • وسارت اللحظات ببطئٍ شديد، وكاد الليل يعلنُ الوقوف، فعقارب الساعة لا تكاد تتحرك، فهاجها إستعبارٌ وأجهشت بالبكاء والنحيب.
  • وكأن الليل ارسل برسالةٍ لذلك الجار الغليظ، فأخذ يرقب النافذة والستائر تتحرك وبصيص أضواءٍ خافته، تلوح من خلف الستائر.
  • فجال بمخيلته الظن السوء، وأخذ عقله بنسج التساؤلات والظنون، وتسحّب بخفةٍ ولبدَ بباب كراج العمارة، مستغشي ثيابه على رأسه، يتصنتُ تحت نافذتها، فسمع صوت ام كلثوم بأغنيتها قصة الأمس، يتسللُ عبر أثير الهواء خافتًا جميلاً، فزادت شكوكه وظنونه، وقذف بقلبه الشيطان سوء النوايا، وتسّرب الى خلدةِ أنها تسهر بليلةٍ حمراء مع عشيقٍ لها.
  • فمكث متسمرًا بمكانهِ ينتظر خروج عشيقها، ومضت اللحظات ، والساعات، وغرقت هيفاء بنومٍ عميق ، وبدأ الفجر يلوحُ بعباب السماء، والليل ينزوي بستارة السرمدي، وينقشع الظلام شيئًا فشيئًا، فنهض من مكانه مفزوعًا، عندما سمع وقع اقدام قربه، وتهليل وتكبير للفجر، ورجال وشباب اتقياء، يخرجون من باب العمارة باتجاه المسجد، هرول مسرعًا لبيته، بعد أن قضى نصف ليلةٍ ينتظر خروج العشيق.
  • وحدّث نفسه أنه غفى ولم يراه أثناء خروجه متنكرًا بزيِ إمرأة.
  • وماهي الا وساعة خروج هيفاء وصغيرها للعمل كالمعتاد، فوثبت من عينيه نظراتُ إتهامٍ وإزدراء.
  • نظرت اليه بخوف، وكأنها تستقرأ نظراته، وتساؤلاته، ومضت الى مكان انتظار حافلة العمل، ولم تكترث له.
  • وعندما عادت في المساء ، كان برفقتها رجل يحمل صغيرها بحضنه، يقبّله ويداعبه، وبيدة حقيبة سفر، ودخل معها العمارة، وأسارير الفرح على محيّاها.
  • أنه حبها الوحيد، زوجها وأبو طفلها، جاء بزيارة مفاجئه، ليطفئ ظمأ حبه لها، وليقر عيونه برؤيا ولده.
  • تفجرت عيون هذا الجار اللئيم أسىً، عندما علم ان زوجها عاد. 
  • وجلد ذاته على سوء ظنه، ولولا لطف الله بها، وسترة عليها، لتسبب لها بفضيحةٍ أمام الجيران.
  • (رب لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا) .
  • وأسدل ستار الحب على اسرةٍ مستورة.
  • ....
  • ابتسام البطاينه.
  • كروان الأردن المغرد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق