فصحى ---- قصة --- عمودى ---- نثر ---- حر

مجلة منتدى شعراء احرفهم باقيه للشعر والادب

الثلاثاء، 27 مارس 2018

الفصل الرابع بلاد الوهم ( أرض الديدب ) ..محمود مسعود

  • بلاد الوهم ( أرض الديدب ) الفصل الرابع 
  • ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  • ملخص الفصل الثالث : عقب وصول منصور ورجاله لتلك الجزيرة من خلال قوي غامضة قوبلوا بترحاب وود من الناس في تلك المدينة القابعة في قلب تلال تلك الجزيرة الساحرة وقد عاشوا فيها أياما كثيرة يتمتعون بالسعادة التي فرضت عليهم وهو ما جعل منصور يلح في مقابلة الحاكم ليضع حدا لهذه الحياة التي لم يعهدوها من قبل .........
  • ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  • ـ ولج الرجال الثلاث إلي القصر كان في استقبالهم وليمة ضخمة ، أشير إليهم بالتقدم منها وتناول ما يشتهون من أصناف الطعام أو الفاكهة ، بعد تناولهم للطعام وقد كانوا يتضورون جوعا بالفعل ، أشير عليهم بأن يستريحوا في أي غرفة يختارها كل منهم ، كان منصور ورجليه فعلا في غاية التعب والإرهاق ، ولج كل منهم إلي حجرة ولم تكن حجرات عادية إنها غرف ملكية بالمعني الحرفي للكلمة ، استلقي كل منهم علي سريره في الغرفة التي اختارها واستسلموا لنوم عميق ، استيقظ منصور ولا يدري كم من الوقت الذي استغرقه في النوم ، كان مازال يترنح من آثار النوم حينما أكتشف أن ملابسه التي كان يرتديها قد استبدلت بغيرها أكثر فخامة وأناقة وأخذ يسأل نفسه : ياتري من الذي أبدل لي ملابسي ؟؟ وأين ذهبت ملابسي التي كنت أرتديها ؟؟ لقد أيقن منصور أن ثمة أمور تحدث تثير الشك والريبة ولكنه كان يبعد عن ذهنه مثل تلك الشكوك خاصة والأمور تسير علي ما يرام وليس هناك ما يدعو للقلق ، أثناء تقلبه علي السرير لاحظ أن هناك ثمة عيون ترقبه ، لمن هذه العيون لا يعرف إنها عيون غريبة لا تمت لإنسان بصله عيون ضخمة تبعث علي الخوف ، نهض مسرعا خلف إحداها فجأة اختفت ، بحث في كل مكان داخل الحجرة ولكنها فص ملح وذاب ، مر قليل من الوقت وإذ بأحد عمال القصر يحضر أمامه بعد أن طلب الإذن بالدخول ووافق منصور ، قائلا : سيدي الحاكم الأبيض الكبير يريد مثولكم أمامه الآن ، أمستعد سيدي لهذا الأمر ؟؟ أجاب منصور نعم وفور إجابة منصور صفق العامل بيديه ثلاثة تصفيقات وإذ بأحد المخلوقات الغريبة يحضر أمام منصور ، طلب العامل من منصور بأدب الصعود علي ظهر هذا المخلوق قائلا : سيدي سينقلك هذا الديدب إلي مكان الحاكم فلا تخف انه يعلم الطريق جيدا ، أومأ منصور برأسه علامة القبول وشرع في امتطاء هذا الديدب ، وبعد صعوده سمع صوت يكلمه ، أجلست جيدا ياسيدي ؟؟ اعتقد منصور أن محدثه هو عامل القصر فقال له بعفوية : نعم جلست جيدا ، فقال له الصوت مرة أخري إذن سننطلق علي الفور فقال منصور هيا علي بركة الله ، سمع منصور صوت رفرفة أجنحة كما تحدثها حركة أجنحة الحشرات ( طنين ) ووجد منصور نفسه محلقا عاليا في سماء تلك الجزيرة وأخذ يتساءل : كيف مرق هذا الديدب من داخل التل بمثل هذه السرعة الرهيبة حتي أنني لم ألحظ أي أثر لمدينة الشمع فجاءه الجواب من صوت يجهل مصدره : إننا ياسيدي لدينا قدرات خارقة في الدخول أو الخروج من أي مكان وفي أي زمان ، لقد اخترقنا جسم التل وأنت لا تشعر كما تخترق الدودة سطح الأرض فهل شعرت بأي شيء ؟؟ أجاب منصور بالنفي ، قال وأزيدك معلومة أن محدثك هو الديدب نفسه ، اهتز منصور وكأنه صدم من هذا الأمر وحاول التملص من فوق الديدب ولكن شيئا خفيا أمسك به بشدة فقال الديدب : لا تخف ياسيدي فنحن لن نؤذيك أو نؤذي صاحبيك طالما أنتم في ضيافة ملكنا وحاكمنا أبيض الكبير فلك ورجالك مبلغ الأمان ، هنا تذكر منصور تلك العيون التي كانت ترقبه منذ أن كان علي ظهر القارب وحتى وصوله إلي تلك الجزيرة التي أسماها بجزيرة الشمع نسبة لتلك المدينة ، لحظات وهبط الديدب في مكان أشبه بالسحر تتلألأ في أجوائه أطياف بديعة من الأضواء العجيبة كما لو كانت قوس قزح الذي يظهر وقت هطول الأمطار في وجود ضوء الشمس ، عالم مليء بالمتعة والإثارة ، كان هناك اصطفاف غير عادي من الناس في ذلك المكان المجهول والاحتفالات علي قدم وساق وموسيقي خلابة تنساب من آلات عجيبة يعزف عليها عازفون مهرة كانت هناك سجاجيد كتلك التي تفرش في استقبال الملوك ، وصبية وبنات صغار يقذفون بالورود والرياحين التي تعبق المكان بروائح زكية جدا تبعث في النفس السرور ، كان رجلا منصور قد سبقوه إلي ذلك المكان بنفس الطريقة التي أتي بها منصور وكانت ترتسم علي وجهيهما علامات السرور والرضا ، لحظات بعد الاستقبال الأسطوري لمنصور ورجليه وجدوا أنفسهم وجها لوجه مع حاكم الجزيرة أبيض الكبير ، كان مبتسما ، وقد صافحهم واحدا واحدا وشدد في المصافحة علي يد منصور وسأله عن انطباعه عن الجزيرة وأهلها فكان رد منصور أنه يعيش هو ورجليه أسعد أيام حياتهم واستأذن منصور في توجيه سؤال للحاكم فلم يمانع الأخير وطلب منه الإفصاح عما يدور بخلده ، فقال منصور : سيدي الحاكم وماذا بعد ؟؟ ابتسم الحاكم وربت علي كتف منصور قائلا : كل خير يامنصور ، اندهش منصور من معرفة الحاكم لاسمه فقال الحاكم معقبا : لا تندهش فأنا أعرفك منذ أن ولدت !! هم منصور بسؤال آخر فقال له الحاكم أعرف كل ما يدور برأسك منذ أن حوصرتم بالقارب وحتى مثولكم أمامنا وسيأتي الوقت الذي أفسر لك فيه كل شيء ، إنما الآن فعش أجمل لحظات حياتك ولا تشغل بالك بمثل هذه الأسئلة أنت الآن علي جزيرة السعادة فاغتنم الفرصة وعشها بكل تفاصيلها ، هز منصور رأسه دليل الموافقة ، وبدأت مغامرة جديدة لا يعرف نهايتها ولكنه انصاع لطلب الحاكم واندمج في تلك السعادة التي لا يعرف كنهها ، مرت أيام ومنصور ورجليه منغمسون حتي أطرافهم في اللهو والسعادة التي لم تكن تخطر لهم علي بال ، يأكلون ويشربون ويرقصون وكل ماتشتهيه أنفسهم يلبي علي الفور بمجرد التفكير فيه ، ظن منصور ورجليه أنهم سيبقون مدي حياتهم في هذا الكسل والسعادة التي فرضت عليهم ولكنه في قرارة نفسه يفكر في شيئا آخر ، ورأي نفس التوجه في عيون رجليه ، فعزم علي مقابلة حاكم الجزيرة ومناقشته بكل صراحة .............
  • ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  • وإلي لقاء قريب مع الفصل الخامس ......محمود مسعود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق