فصحى ---- قصة --- عمودى ---- نثر ---- حر

مجلة منتدى شعراء احرفهم باقيه للشعر والادب

الأربعاء، 28 مارس 2018

.. الفصل الخامس ...... بلاد الوهم ( أرض الديدب )......محمود مسعود

بلاد الوهم ( أرض الديدب ).... الفصل الخامس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملخص الفصل الرابع : بعد أن أمضي منصور والاثنين البحارة أياما من السعادة والراحة لم يكن منصور ورجليه بالرغم من ذلك يشعرون في قرارة أنفسهم بالراحة التامة فقد كان يؤرقهم دوما ذلك الشعور الخفي بالقلق مما هو آت ولذلك شرع منصور بمواجهة حاكم مدينة الشمع بما يجول بخاطره .......مع الفصل الخامس متمنيا لكم قراءة ممتعة ...........
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الخامس : قبل أن ينتهي من تفكيره وجد ديدب واقف أمامه طالبا منه الصعود فوق ظهره لمقابلة الحاكم ، انطلق الديدب للمرة الثانية بمنصور إلي جهة لا يعلمها وهناك هبط الديدب أمام قصر الحاكم فوجد منصور الحاكم نفسه في استقباله ، وبعد الترحيب اصطحب الحاكم منصور في جولة حول القصر ، ,اخذ يذكره بأمور حدثت في طفولته وشبابه حتي أن منصور نفسه قد نسيها ، وفي خضم ذلك ذكره الحاكم بأمر السفينة فخر البحار وتلك الأصوات التي كانوا يسمعونها والتي كانت تتسبب في فقدهم لوعيهم ، وطلب منه طلبا في مقابل استرجاعه لفخر البحار والعودة إلي رجاله في تلك الجزيرة ، كان منصور كما الغريق وقد ظهرت له من وسط الأمواج العاتية قشة وتعلق بها فقال موجها حديثة للحاكم : ماهو هذا الطلب ؟؟ قال الحاكم سأقوله لك بعد أن نقوم بواجب الضيافة ، استأذنك الآن عش لحظاتك وتمتع بها وسنتقابل فيما بعد ، كان قلب منصور يخفق من شدة السعادة لقرب عودته هو ورجليه إلي باقي الرجال في تلك الجزيرة التي لم يطلق عليها أي اسم بعد ، مرت عدة أيام ومنصور ورجليه ينعمون بكل مالذ وطاب من الطعام والشراب حتي أنهم ملوا حتي الثمالة ، في اليوم الموعود جيء بمنصور في حضرة الحاكم وهو علي كرسي المملكة ، طلب الحاكم من الجميع الانصراف ليختلي بمنصور وحده لأنه يريده في أمر ما ، بدأ الجميع ينسحبون من المجلس ولم يتبقي غير منصور والحاكم أبيض الكبير ، نظر منصور إلي الحاكم قائلا : أأمرني سيادتك ، فقال الحاكم : لقد استشعرت منذ البداية أنك فارس شجاع لا تأبه للمخاطر مثل والدك تماما ، ولذلك أقول لك بكل صدق أنني لست كما تراني ، باغته منصور بسؤال قائلا : كيف أنك لست كما أراك ؟؟ قال الحاكم : تعتقد أنني إنسان ، صحيح ؟؟ قال منصور : بالطبع أنت إنسان هل أكذب عيناي ؟؟ قال الحاكم : ليس كل ماتراه يامنصور يصبح علي هيئته ، إنني ...وصمت الحاكم قليلا كأنه يفكر في شيء ما : فقال منصور : لما صمت سيدي الحاكم ؟؟ فقال الحاكم : إنني أفكر كيف أوضح لك الأمر دون أن يأتي بنتائج عكسية ، قال هاتها سيدي وجربني ، تذكر منصور صورة الوحش التي رآها علي تلك الجزيرة التي جاء منها وكذلك هذا الظلام الغريب الذي أحاط بالقارب ثم تلك القوة التي حملت القارب وطارت به إلي أن حطوا علي جزيرة الشمع ثم بادر الحاكم بهذا الأمر فضحك الحاكم ضحكة بصوت تذكره منصور جيدا وقال الآن فقط عرفت من أنت ياسيدي أنت الذي كنت تطاردني ورجالي علي تلك الجزيرة النائية ، فقال الحاكم : أصبت يامنصور أنا بالفعل من كنت أطاردكم علي تلك الجزيرة ، فسأله منصور : لما ياسيدي فقال الحاكم : لأني كنت أريدك أنت وحدك في مهمة لن يستطيع أحد غيرك إتمامها ، فقال منصور أليس من الأجدى أن تواجهني بمطالبك وأنا وسط رجالي وكنت وفرت علي وعلي رجالي هذا الإنهاك ؟؟ قال الحاكم : لم يكن ينفع هذا الأمر يامنصور كان رجالك سوف يتذمرون ومن الجائز أنهم كانوا يتمردون عليك ويحدث مالا يحمد عقباه ، قال منصور إذن سيدي الحاكم أي أمر تريدني أن أنفذه لك ؟؟ قال الحاكم : أمستعجل أنت يامنصور ؟؟ قال منصور نعم سيدي رجالي فوق جزيرة أنت أدري بها ولا أعلم إن كانوا أمواتا أم أحياء الآن ، فقال الحاكم سأريك شيئا لم يطلع عليه أحد من قبلك ، فقال منصور أرني سيدي ، اصطحب الحاكم منصور إلي حجرة يبدو عليها أن أحدا لم يدخلها من قبل ، دخل الحاكم إليها تبعه منصور ، داخل الحجرة شاهد منصور كرة بلورية ضخمة ، ما أن لمسها الحاكم حتي ظهرت عليها جزيرة وعليها رجال يمرحون ويلعبون فيما بينهم ويتسامرون ولا يشغل بالهم شيئا ، قال الحاكم هؤلاء هم رجالك يامنصور كما تري ليس بهم سوءا ، اطمأن قلب منصور وزادت إرادته في تلبية طلب الحاكم ، فسأله منصور : سألبي طلبك سيدي ولكن لي سؤال : قال الحاكم : تفضل : قال منصور كم تبعد المسافة بيني وبين رجالي ؟؟ قال الحاكم : يامنصور بينك وبين رجالك مسيرة مائة يوم بالسفينة ذات الأشرعة تعجب منصور وقال إذن كيف سأعود إليهم ؟ قال الحاكم مثلما جئنا بك فلا تشغل بالك ، هز منصور رأسه وقال للحاكم : إذن ماهو طلبك سيدي الحاكم ؟؟ قال شعرة من ذقن حاكم جزيرة النسيان ، قال منصور متسائلا : جزيرة النسيان ؟؟ أجاب الحاكم : نعم سأله منصور مرة أخري : وأين تقع جزيرة النسيان هذه ؟؟ قال الحاكم بعد جزيرة الضباب مباشرة ، زادت حيرة منصور وأخذ يهرش في رأسه كمن يفكر تفكيرا عميقا وقال للحاكم : أنا لا أعرف جزيرة النسيان أصلا فكيف لي بمعرفة جزيرة الضباب ؟؟ ابتسم الحاكم وقال لمنصور كن علي أهبة الاستعداد سنعيدك إلي رجالك وهناك سنملي عليك كيفية الوصول لهاتين الجزيرتين ، فقال منصور وأنا علي أتم الاستعداد ياسيدي ، في الصباح الباكر توجه منصور ورجليه إلي القارب بعد أن أوصلهم ثلاثة من الديادب وفور هبوطهم من الديادب توجهوا مباشرة إلي القارب الذي كان مجهزا بكل ما يحتاجونه في رحلة العودة ، طار القارب عاليا وظل في الهواء أياما حتي بدأ يحط رويدا رويدا علي سطح البحر وما أن حط علي سطح البحر حتي بدأت رحلة العودة إلي تلك الجزيرة النائية ، كانت العيون التي تراقب القارب مازالت تمارس هوايتها ولم يشغل هذا الأمر منصور أو الرجلين ، ظلوا ثلاثتهم أياما يصارعون أهوال البحر حتي بدت في الأفق معالم الجزيرة التي جعلت الرجلين يبذلون أقصي مالديهم للوصول السريع إليها ، أخيرا وصل القارب إلي الجزيرة والغريب أن منصور والرجلين شاهدوا فخر البحار راسية في خليج الجزيرة ولم يمسسها أي أذي ، استقبل الرجال منصور ورفيقيه ، كان أمجد علي رأس مستقبلي منصور وبعد لقاء حار بين منصور وطاقم سفينته ومساعده ولج إلي خيمته لينال قسطا من الراحة بعد عناء الإبحار أياما كثيرة ، انقضي الليل سريعا ، ومع بزوغ الشمس طلب منصور من مساعده أمجد أن يستعد الرجال للتوجه إلي فخر البحار وتجهيزها للإبحار غدا ، ردد أمجد وهو غير مصدق : أتقول فخر البحار ؟؟ فقال منصور أي نعم فخر البحار ، سأله أمجد وهو يردد : فخر البحار يبدو أنك مريض وتهذي ، إن فخر البحار مختفية منذ شهور وأنت تعلم ذلك جيدا ، فقال منصور أعلم وموقن من قولي اذهب أنت والرجال ستجدونها عند خليج الجزيرة الجنوبي كما تركناها أول مرة ، ضرب أمجد كفا بكف وهو يعتقد أن منصور قد أصابه مرض ما ولكي يبرهن علي صدق حديثه طلب من بعض الرجال اصطحابه إلي الخليج الجنوبي من الجزيرة ، فور وصول أمجد مع الرجال صعقوا جميعا حينما شاهدوا فخر البحار راسية في مكانها ولم يمسسها سوء وكأنهم تركوها منذ دقائق فقط ، فرح الرجال وتوجهوا مسرعين نحو فخر البخار واعتلوها وهم في قمة سعادتهم ، أرسل أمجد أحد الرجال للإتيان بباقي الطاقم ليجهزوا فخر البحار استعدادا للإبحار في الغد ، وقد كان ، عاد أمجد وحده إلي منصور وترك الطاقم بأكمله يجهزون فخر البحار ودخل خيمة منصور وراح يقص عليه الأحداث التي تلت غيابه وكيف أنهم واجهوا أياما عصيبة بدونه ، وبعد أن استمع منصور لحديث أمجد قص عليه ماحدث منذ أن تركهم وحتى عودته بالرجلين مرة أخري .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإلي لقاء قريب والفصل السادس ....محمود مسعود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق